إن اعلان ( قضاة من أجل مصر ) لهو عمل صادر عن احساس بالمسئولية قام به مجموعة من خيرة شباب مصر و من خيرة قضاة مصر ( و إننى بالرغم من أنى لا أعرف أيا منهم على المستوى الشخصى , إلا أننى قلت انهم من خيرة شباب مصر و خيرة قضاتها , إنما قيّمتهم و حكمت عليهم من خلال الموقف الذى أخذوه باقامتهم المؤتمر الصحفى الذى أعلنوا فيه نتيجة انتخابات الرئاسة فى مصر بعد فرزها بنسبة مائة فى المائة - مع الإشارة التى حرصوا على ايضاحها من خلال أن الطعون لم تُنظر بعد - فهم و بالرغم من صغرهم النسبى فى السن فهم دليل على أن للقضاء رعيلا يمكن أن تفخر به مصر , فى القضاء , ليس فقط فى داخل مصر , بل فى المنطقة كلها , جيلا من القضاة الشباب قام بما يجب أن يقوم به القاضى النزيه , دونما انتظار لبحث الظروف و المواءمات و التى هى ليست من عمل القاضى و التى لا ينبغى أن تكون جزءً من تركيبته الوجدانية حينما يتحدث كقاضى ) .
* و لكن ليس معنى الاشادة بالتحديد لقضاة من أجل مصر و وصفهم بالنزاهة و بانهم هم القضاة كما يجب أن يكون القضاء , أنه - و بمفهوم المخالفة - أن باقى القضاة و شيوخ القضاة هم بالضرورة ليسوا كذلك .
* فشباب القضاة قد تعلموا من اساتذةٍ لهم فى القضاء , و حتى و بفرض و هو ما لم يُقال أن التلاميذ قد تفوقوا على أساتذةٍ لهم , فهو فخر أيضا لأساتذتهم أن يخرج من تلاميذ لهم من سوف تفخر بهم مصر فى مستقبلها , و حاضرها المنظور .
* فقضاة من أجل مصر و هم من أبناء مصر الواعدين و من خيرة أبنائها و الذين اشتركوا مع معظم باقى ابناء جيلهم من أبناء مصر ممن أرادوا لمصر تغييرا للافضل و من الثوار السلميين الذين وضعوا مصر فى أعين العالم فى مكانة هى تستحقها , فربط بينهم و بين باقى أبناء مصر الأنقياء المحبين لمن حولهم صفات هى بالفعل كفيلة على بناء مصر كما نريدها و كما نسعدنا جميعا أن نرى مصر عليه , و هى صفات النقاء و الانتماء و محبة الاخرين من خلال محبتهم أيضا لمصر , إذ أرادوا لها تغييرا للافضل بنقاءهم , و الذى كان هو دافعا محركا للتغيير الذى حدث فى مصر و الذى احدثوه باسلوبهم الفطرى المتميز , بعيدا عن البحث عن المصالح الضيقة , و التى كانت هى القاسم المشترك فى عهد كان قائما على الموائمات و المداهنة و باقى جميع المصطلحات التى لاتوجد إلا فى المجتمعات المتخلفة بالمفهوم السياسى , و المجتمعات الغير محترمة على المستوى الاخلاقى , تلك الحقبة التى كانت من مقتضياتها الأساسية عبارة حسب تعليمات السيد الرئيس و بتوجيهات سيادته , فمن اليوم و غدا فالمصريين عملهم يكون لمصر و من أجل مصر .
* فحينما قال ونستون تشرتشل بريطانيا بخير طالما القضاء بخير , فى ظروف تاريخية هامة مرت بها بريطانيا , فإننى أردد عبارة تشرتشل , من مصر , فى ظروف تاريخية تمر بها مصر و اقول
مصر بخير ....طالما القضاء بخير .
أحمد غانم .
الكاتب السياسى و المحامى المتخصص فى مسائل القانون الدولى .