ا
إذا اعتذرنا للجزائر ؟ فمن يعتذر لنا ؟
قبل أن أبدأ حديثي، فهذا المقال ليس له أي علاقة بشعب الجزائر والعقلاء في الجزائر .
هذا الكلام موجه للمسمى "روراوة" والأخ "زاهر" والسيد وزير الخارجية المصري وهي رسالة يجب أن يتم فهم معناها بشكل صحيح ولذا أرجو التدقيق في كل ما تحمله هذه الرسالة من معاني .
قلنا في موقع ياللاكورة أننا نعتذر لفريق الجزائر على ما حدث من هجوم بعض الصبية عليهم قبل لقائهم بمنتخبنا الوطني في القاهرة وطالبنا من قبل أن يصدر أي رد فعل من الجزائر يعتذر فيه للشعب المصري على الأكاذيب التي كانت تنشر في جريدة الشروق الجزائرية إلى جانب الهجوم على بعض الممتلكات المصرية في الجزائر والاعتداء على بعض المصريين هناك وحرق مكتب مصر للطيران ونهب فرع أوراسكوم والإساءة إلى العلم الوطني المصري أثناء احتفالات شعب الجزائر بالصعود إلى كأس العالم .
وقبل أن يتهمني أحد بأنني ضد التهدئة فأنا أقولها صريحة: التهدئة يجب أن تتم على أساس صحيح حتى نعالج الجرح من أساسه ولا نهتم بتطهيره من الخارج فقط.
ما حدث من جريدة الشروق ومن المسمى روراوة يتطلب وقفة واضحة المعالم من عقلاء الجزائر، فلا يمكن أن يتم التركيز كله على خطأ مصري حدث بالفعل ونترك كل ما أحاط بالأمر من تجاوزات أخرى وقعت بحق المصريين لذلك يجب أن يقوم عقلاء الجزائر بشئ تجاه ما حدث مع مصر .
فلقد تمت إهانة مصر .. ورمز مصر .. وعلم مصر .. وشعب مصر على صفحات هذه الجريدة وتم الهجوم على المصالح المصرية في الجزائر دون أي أعتذار أو حتى توضيح للموقف من الجانب الجزائري وهو ما لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال .
نعم نحن نسعى لنزع فتيل أزمة استمرت فترة طويلة بين شعبين عربيين ولكن يجب أن يجد هذا الشعب من يدافع عن حقوقه فإهانة شعب مصر كله وإهانة راية مصر وإهانة رمز مصر أمر لا يمكن السكوت عليه بهذا الشكل المستفز السلبي .
ما حدث من جريدة الشروق ومن المسمى روراوة يتطلب وقفة واضحة المعالم من عقلاء الجزائر، فلا يمكن أن يتم التركيز كله على خطأ مصري حدث بالفعل ونترك كل ما أحاط بالأمر من تجاوزات أخرى وقعت بحق المصريين
يمكن لنا أن نتقبل ما حدث في السودان على أنه هوس جماهيري مثل الذي حدث من البعض في القاهرة .. ولكن لا يمكن أن تكون مصر مستباحة بهذا الشكل .
ولا يمكن أن نعتمد على سمير زاهر أو اتحاد الكرة المصري في أي شئ لأنهم "نايمين في العسل" ولكن لا يمكن أن تصمت الخارجية المصرية على هذا الأمر أكثر من ذلك .
فكل يوم يخرج علينا المسمى روراوة ليطلب حماية له ولأي جزائري يدخل مصر ويكرر اسطوانته المشروخة بأن مصر يجب أن تعتذر وتبعه في ذلك المدعو سعدان المدير الفني للجزائر وبالطبع تبعتهم جريدة الشروق التي كانت حجر الأساس في الفتنة التي حدثت بيننا وبين الجزائر .
فهذا الروراوة يجب أن يجد من يرد عليه .. وسمير زاهر وأعوانه لن يردو لأنهم لا يملكون القدرة على الرد .. والله وحده يعلم لماذا لا يجرؤ السيد زاهر على رد الإهانات الموجهة سواء إليه شخصياً أو لبلده مصر، وبالتالي فإن الخارجية المصرية مطالبة بالرد على هذا الرجل وأن يكون الرد واضح وصريح وأن يتم بين خارجية مصر والجزائر وأن يعقد الإثنين مؤتمراً صحفياً عالمياً –على غرار الذي وعدنا به اتحاد الكرة المصري المصون لبيان حقيقة ما حدث في السودان- يعتذر فيه كل طرف للآخر عما بدر منه وأن يعترف كلا الاثنين بالأخطاء التي حدثت في حق البلدين وشعبيهما .
إذا كنتم بالفعل تريدون التهدئة فهذا هو الحل الوحيد .. أن يتحمل الكبار مسئوليتهم مرة واحدة فقط وأن يكونوا على مستوى المسئولية، فما حدث في القاهرة والجزائر لا يمكن السكوت عليه أكثر من ذلك لأنه سيظل يحمل كل منا الغل للآخر وسينفجر هذا الغل في أي وقت وبأي طريقة .
فبدلاً من الحديث عن العروبة والإسلام والأشقاء وهذا الكلام المستهلك الذي نقوله ونسمعه دائماً أفعلوا مرة واحدة عمل يؤكد أنكم بالفعل تفهمون معنى ما تتحدثون عنه .
والله وحده يعلم لماذا لا يجرؤ السيد زاهر على رد الإهانات الموجهة سواء إليه شخصياً أو لبلده مصر، وبالتالي فإن الخارجية المصرية مطالبة بالرد على هذا الرجل وأن يكون الرد واضح وصريح
الآن الكرة في ملعب الكبار والعقلاء في مصر والجزائر لكي ننهي هذه القصة نهائياً .. يجب أن تعتذر الجزائر عن كل ما حدث من اعتداءات ضد الممتلكات المصرية وإهانة لشعب ورمز وعلم مصر.. وأن تعتذر مصر عن الهجوم "المحدود" الذي تعرضت له بعثة منتخب الجزائر في القاهرة وأن ينتهي هذا الأمر بهذه الطريقة لكي يعرف الشعبين أن هذه الصفحة يجب أن تطوى تماماً ولكن "على نظافة" كما يقولون أما إذا تركتم الأمر لروراوة وزاهر فانتظروا مشاكل أكبر بكثير مما حدثت لأننا وقتها يبقى "بنهرج" فلا روراوة يستحق أن نسمع صوته على أنه يمثل الجزائر ولا زاهر يصلح لأن نثق فيه كمتحدث باسم مصر .
وزارتي الخارجية في مصر والجزائر .. إذا كنتم تريدون الحل فها هو بين أيديكم .. وإن كان في الأمر شيئ آخر .. فلا تطلبوا من الشعبين أن يقوما هما بحل هذه المشاكل .. لأنه لن يحدث